فضل الكهالي
ورقة إيران الإقتصادية !

 

الحياة، إجمالاً، مثل كفّتَي ميزان، إن مالت الكفة لصالح طرف محدد دفع الثمنَ الطرف الآخر؛ والعكس بالعكس. فما يطلق عليه "صراع الحضارات" في جوهره صراع اقتصادي اكثر منه ديني أو ايدلوجي، والغلبة فيه لصالح من يربطه أكبر قدْر من المصالح مع دول العالم، وهذا تحدده العوامل الاقتصادية أكثر من غيرها، فأين العالم العربي اليوم؟، بعد اجماع دول جما على وأد انظمته السياسية، و التضحية  بمواطنيه في سبيل ارضاء شركائهم الذين يضهرون لهم العداء ويبطنون لهم الود.

فالمحادثات التي جرت بين امريكا والحوثي في سلطنة عمان تهدف إلى دعم الحوثي وتعزيز قوّته على الأرض. وهذا مؤشر خطير على مستقبل الخليج والمنطقة، لاسيما بعد تصريحات الضابط الايراني علي شامخاني الواضحة والصريحة لصحيفة الفايننشال تايمز البريطانية التي يقول فيها أن العراق وسوريا واليمن ولبنان عبارة عن مشاريع تجارية لتعزيز الوضع الاقتصادي لايران.. متباهياً بمخططاتهم و كاشفاً عن الكثير من ابعاد اللعبة الدنيئة التي تقودها بلاده، وتتخذ من اليمن والوطن العربي مسرحاً لها.

بينما تقوم قوات الشرعية اليمنية والجيش الوطني بالدفاع عن اليمن والعروبة، يُنصب إيرلو نفسه حاكماً فعلياً على المناطق الخاضعة لسيطرة المجلس السياسي، وكشفت مصادر إعلامية أن الضابط الايراني الذي أصبح حاكما اعلى لصنعاء، وقائدا اعلى وموجها للمليشيات قام بتقليص صلاحيات قيادات الجماعة هناك، وأمرها بالعودة إليه قبل اتخاذ أي قرارات مستقبلا، مؤكداً التبعية المطلقة والهيمنة الكلية لملالي طهران على مسار الحرب الدائرة في اليمن.

هل من المعقول ان تسيطر إيران على دول المنطقة من خلال النغمة الدينية فقط؟ و جور اتباعها من الأقليات الدينية التي استطاعت الوصول الى الحكم بدعم من أجهزة إستخبارات عالمية هدفها زعزعة المنطقة! في وقت لا تستطيع فيه إيران احتلال قرية صغيرة عسكرياً، فاذا كان الحوثي يقاتل بالوكالة، دفاعاً عن المشروع الفارسي، فأن اليمنيين يقاتلون دفاعاً عن نظامهم الجمهوري، و عن منطقة الجزيرة والخليج ومكة والمدينة، و عن الهوية العربية ككل.

على المنوال نفسه، واستثماراً للاحتقان القائم في المنطقة، تضاعف إيران جهودَها في تخصيب اليورانيوم، إذ تشير دراسات إلى أن تعرضها لهزات أرضية مستمرّة دليل على عمليات التخصيب المكثفة.. فتكرار الهزات والزلازل يرتبط بالتفاعلات النوويه في المنطقة (ضعيفة القشرة في الأساس) والتي تقع فوق المنطقة التي تعرف بالصفيحة العربية والصفيحة الأوروآسيوية.

 كما أبرزت دراسات سابقة أن توالي الهزات والزلازل في المناطق الجنوبية والغربية من إيران في الآونة الأخيرة يرتبط بعملية تفاعلات تخصيب اليورانيوم وإنتاج الماء الثقيل. وكانت بعض وسائل الإعلام الغربية قد تناقلت أخباراً عن مراكز أبحاث مختصّة، منها هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، ربطت فيها بين مكان بعض الهزات الأرضية ومفاعل "بوشهر" النووي، الذي زادت الهزات الأرضية في محيطه بصورة ملحوظة.

في مضمار السياسة لا ضمانات ولا خطى ثابتة والحرب.. خُدعة! والمؤشّرات الحالية كلها تقود إلى نتيجة واحدة هي تفوق إيران على الجميع حتى هذه اللحظة وإحكامها السيطرةَ على ما هو تحت أيديها في سعي إلى تنفيذ مخططها التاريخي: اكتمال الهلال الفارسي.. وإذا ما استمرت الأمور على هذا النحو فإن النصر سيكون حليفها وستتشرذم بعض البلدان، ومنها اليمن (شمال) والسعودية (جنوب) والعراق وسوريا..

يجب ان يعترف المجتمع الدولي بأنه خذل العرب واثبت بالدليل القاطع انهم لا شيء، و انهم لا يمثلوا له سوى ورقة يتاجر بها اعلامياً، ويستخدمها لإبتزاز ثروات المنطقة، و لطالما ارسل لهم مبعوثيه المشبعين بتجارب حول ادارة الأزمات وإطالة أمدها، لا حلها او وضع حداً لها، ولهذا لن تحقق اوطاننا اي طفرة في اي مجال، خصوصاً ان بعض مراكز القوى العالمية تتعمد حشرها في الزاوية والإستفادة مما يحصل، من خلال تجزئة لبعض الأمور التي لا تقبل التجزئة.

مقالات أخرى
من سراييفو ! خليل العمري
قصة مجلي علي الفقيه
نافذة استقرار في بحر عاصف غسان شربل
لايدن ! د.عمرو ياسين
عن البطولة الأولى للروبوت في عدن! منير الوجيه