نشرت صحيفة “الجارديان” البريطانية, اليوم الأربعاء, تقريراً لمراسلها من الشرق الأوسط، بيتان ميك كيرنان، يتضمن تحليلاً يُعد الأكثر شمولاً حتى الآن للتأثير المدمر للحرب على نظام الرعاية الصحية في البلاد.
ويكشف التقرير الضرر الذي لحق بالمستشفيات والأطباء في البلاد جراء استهتار الأطراف المتحاربة حيث اُستُهدف العاملين الصحيين 120 مرة على الأقل في صراع اليمن.
ويوضح التقرير أنه تم استهداف المستشفيات والأطباء في اليمن 120 مرة على الأقل من قبل الأطراف المتحاربة في النزاع, في 20 محافظة يمنية بين مارس 2015 وديسمبر 2018.
وأضاف أن انهيار نظام الرعاية الصحية في اليمن عاملاً مساهماً رئيسياً في خلق ما تقول الأمم المتحدة إنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم ، حيث يعتمد ثلثا السكان البالغ عددهم 28 مليون نسمة على المساعدات للبقاء على قيد الحياة في ظل انتشار الجوع وتفشي الكوليرا و الخناق.
ونقلت الصحيفة عن مدير الإعلام والاتصال والمناصرة في منظمة مواطنة أسامة الفقيه، قوله أن”ما يظهره التقرير هو كيف تم تجاهل القانون الإنساني الدولي بشكل صارخ في الصراع اليمني وكيف أن مهاجمة مرافق الرعاية الصحية بشكل خاص له تأثير طويل المدى وواسع النطاق”. مضيفاً “لقد أبدت جميع الأطراف المتحاربة تهورا مستمرا بحياة المدنيين “.
ووثقت منظمة مواطنة 35 هجوما جويا شنته قوات التحالف على المستشفيات والعيادات ومراكز التطعيم ، والتي تقول إنها “دليل على تجاهل [التحالف] للحالة المحمية لهذه الهياكل وعدم الرغبة أو عدم القدرة على الامتثال لمبادئ التمييز والتناسب”.
كما ينتقد التقرير التحالف لعدم وجود شفافية في عملياته، مضيفًا أنه “لا يزال من غير الواضح ما هي الاحتياطات التي اتخذها التحالف لتقليل الضرر الذي يلحق بالمنشآت الصحية والعاملين في اليمن”.
وأشار إلى إن على المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا وفرنسا ودول أخرى تعمل حالياً على تسهيل عملية تسليم الأسلحة ودعم التحالف أن تعمل فوراً على تعليق المبيعات و احترام القانون الإنساني الدولي في عمليات التحالف في اليمن والجهود الشاملة للتحقيق في الجرائم والانتهاكات .
وقال التقرير إن استخدام قذائف الهاون والمدفعية من قبل الحوثيين وغيرهم من الجهات غير الحكومية في اليمن في مناطق مكتظة بالسكان أدى إلى تدمير مرافق الرعاية الصحية، في حين أشار إلى أن احتلال الحوثيين لمثل هذه المباني إلى انتهاك أكثر عمداً لوضعهم المحمي.