وفاة طالب يمني مبتعث في الهند جراء إصابته بكورونا ومناشدات للحكومة للقيام بواجبها
راي اليمن /خاص

 

تزداد موجة وباء فايروس كورونا  انتشاراً وخصوصاً المتحورة التي تجتاح الهند وبقية الدول التي بها طلاب مبتعثين ، توفي إثر إصابته بها الطالب المبتعث عادل الحارثي، بينما يواجه زملائه قيودٌ الحجر الصحي وإجراءات إحترازية معقدة وسط صمت حكومي مطبق وعدم النظر إلى حالهم كالصرف العاجل لمستحقاتهم المتأخرة أو الإجلاء.

ويعاني المبتعثين في الخارج منذ أكثر من ثلاث أعوام، معضلة وتسيب حكومي يتمثل في تأخر إرسال المستحقات المالية، وتطور الأمر تعقيداً خلال الفترة الأخيرة، حيث لم يستلم الطلاب أربعة أرباع مالية أي مستحقات عام كامل لم توفي الحكومة بها لأبناءها الطلاب المبتعثين. 

ويمثل تأخر المستحقات المالية للطلاب المبتعثين في الخارج، نقطة الضعف القاصمة لظهورهم أمام التزاماتهم المعيشية والأكاديمية، لاسيما في ظل تفشي جائحة كورونا حيث بات معظمهم يعيشون أوضاعاً صعبة، إضف إلى ذلك تراكمات الديون وتبعاتها، مما قد يلحق بالطلاب ضررٌ منها تعثر تحصيلهم العلمي.

ليست الأرباع المالية المتاخرة فقط، فالرسوم الدراسية لعاميين متاليين هي الأخرى لم تفيء الحكومة بإرسالها للطلاب المبتعثين، حيث تعرض العديد من الطلاب في مختلف بلدان الإبتعاث للطرد من الجامعات، عوضاً عن الانذارات المتكرة التي يحصلون عليها، مع عدم الإكتراث لمشاكلهم من قبل جهات الإختصاص.

- صمت الحكومة مخزيء

يتحدث ”نسيم البعيثي“وهو وزير التعليم العالي في حكومة شباب وأطفال اليمن، ويقول: أحزنني جداً  وفاة طالب يمني مبتعث نتيجة اصابته بفيروس كورونا ، الكل يتخيل وضع أسرة هذا الطالب بعد فراق سنوات على أمل ان يعود ويشرفهم ويرفع رأسهم بشهادة ومستوى علمي يليق به وبتضحياته في المهجر ، للأسف وبصراحة من المخزي أن تظل الحكومة صامته تجاه ما يحدث للطلبة المبتعثين .

 ويردف في حديثه، قائلاً: "معاناة متراكمة ومتواصلة وجوع وفقر لانخفيكم اذ لم يكن هناك طلبة مبتعثين لم يكن هناك شيء اسمه اليمن ، الطلبة اليمنيين هم من مثلوا اليمن ورفعوا أسمه في بلدان العالم هم عمود واساس البلد وهم الرافد الاساسي لهذا البلد والأمل فيهم لاغيرهم هم وحدهم من يستطيعون تغيير الواقع السياسي والثقافي والاجتماعي لليمن لديهم الوعي الكافي والوطنية الخالصة والصادقة والمقارنة الواضحة بين بلدهم وبين البلدان الآخرى".

- وضع ماسأوي للطلاب في الهند

يقول “أحمد الشريف” وهو طالب دكتوراه في الهند، متأسفاً عن الحال الذي وصل له الطلاب جراء تأخر المستحقات في ظل التفشي المتسارع للسلالة الهندية المتحورة: " وضع الطلاب اليمنيين في الهند مأساوي وأغلبهم لا يمتلكون قيمة كمامات ولا قيمة المعقمات وفي حال إصابة أي طالب بالفيروس لا قدر الله ليس لديه القدرة على تحمل تكاليف العلاج نتيجة تاخر مستحقات الطلاب لسنه كاملة.

- صيام بلا سحور 

وكتب “خالد الشرعبي“ في حائط حسابه بفيسبوك، وهو الرئيس السابق للإتحاد العام لطلاب اليمن في باكستان،  قائلاً : " أعرف طلاب يصوموا بدون سحور والسبب تأخير مستحقاتهم المالية، وأيضاً زملائنا الطلاب بالهند يواجهون الأمرين خطر كورونا وبدون مستحقاتهم المالية.. كطلاب بالخارج فقدنا زميلنا وصديقي عادل الحارثي أثر إصابته بفيروس كورونا بالهند الله يرحمه رحمه الأبرار. 

وأردف في حديثه: "العجيب في الأمر ان حكومتنا نزلت تغريدة تتضامن مع الهند ولا ذكروا الطلاب والجالية هناك!" 

مضيفاً، : "الإعلاميين حقنا اتخذوا وضع الهند سبق صحفي فقط ولا كتبوا ولا تكلموا عن الجرحى والجالية والطلاب هناك.. الله غالب!"

- وضع كارثي ومعاناة مستمرة 

ويستعرض “أنور السفياني“ وهو رئيس اللجنة التحضيرية لطلاب اليمن في روسيا، وبحروف الألم عما وصل له الطلاب المبتعثين، قائلاً: "في ظل الاوضاع الصعبة التي يعيشها العالم اجمع جراء تفشي جائحة كورونا والوضع المادي الصعب الذي يعاني منه الطلاب اليمنيين في الخارج بشكل عام وطلاب اليمن في روسيا بشكل خاص زادت المعاناة جراء تاخر صرف  بالمستحقات المتمثلة بالربع الثالث والرابع للعام ٢٠٢٠ م والربع  الاول والثاني والثالث للعام الحالي ٢٠٢١ م والرسوم الدراسية لعامين متتاليين أثرت وبشكل كبير على حياة الطالب المعيشية والتعليمية ولم نرى أي تحرك للحكومة وبشكل جاد لانهاء المعاناة التي يعيشها الطالب طوال السنوات الماضية.. ويدعوا  الحكومة الشرعية ممثلة بفخامة الرئيس هادي الى إيلاء ملف الطلاب الأهمية وتوجيه الجهات المختصة بسرعة معالجة قضية الطلبة ومتابعة قضايا وهموم الطلاب".

ويستطرد في حديثه متسائلاً : "الوضع كارثي بكل ما للكلمة من معنى طلاب تم فصلهم من الجامعات بسبب عدم دفع الرسوم الدراسية وآخرين حرمتهم الجامعات من التخرج، آخرين لا يجدون ما يسد رمقهم من الأكل أو ايجارات السكنات وباقي متطلبات الحياة إلى متى ستستمر هذه المعاناة ؟"

وكانت وزارة التعليم العالي منذ مايزيد عن شهر ونصف قد أرسلت بكشوفات المستحقات المالية لربع من أصل أربعة أرباع إلى الملحقيات الثقافية في بلدان الإبتعاث دون تعزيز مالي، وهو مايثير غرابة في ظل المناشدات والحملات التي ينفذها الطلاب دون لفت نظر واستجابة الجهات المختصة.. وحال حكومتنا “أذن من طين وأخرى من عجين”.

متعلقات