صحيفة لندنية: أنظار اليمنيين تتجه صوب عمان وتهديد أمريكي !
راي اليمن ـ القدس العربي

تجه أنظار اليمنيين نحو العاصمة العُمانية مسقط للعب دور دبلوماسي مؤثر من أجل تحريك المياه الراكدة في مسار المباحثات بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي في اليمن، بعد أن عجز مبعوثا الأمم المتحدة والولايات المتحدة إلى اليمن في إقناع جماعة الحوثي بالجلوس إلى طاولة المفاوضات لمناقشة مشروع مبادرة للأمم المتحدة بشأن وقف إطلاق النار في اليمن.
وجاءت هذه المستجدات بعد خروج المساعي العُمانية من العمل خلف الكواليس طوال الست سنوات الماضية إلى العمل العلني لرأب الصدع في اليمن والتحوّل إلى لاعب رئيسي في جهود إحلال السلام ومساعي وقف الحرب في اليمن، في محاولة من السلطنة لإنقاذ الموقف بعد فشل كل الجهود الإقليمية والدولية لإقناع جماعة الحوثي بالجلوس إلى طاولة المفاوضات لبحث مشروع مبادرة الأمم المتحدة التي يتبناها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، ويدعمه بقوة مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى اليمن تيم ليندر كينغ.

«رسالة عمانية» تحمل «تهديدات» أمريكية وأممية «مبطنة»

وشهد هذا الأسبوع تحركات عمانية واسعة بشـأن مساعي وقف الحرب في اليمن، بدأت السبت الماضي بزيارة وفد عماني رسمي رفيع إلى العاصمة اليمنية صنعاء للقاء زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، وانتهت بزيارة وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، أمس، إلى العاصمة العمانية مسقط للقاء المسؤولين العمانيين لإبلاغ حكومته ما تم الحصول عليه من مستجدات من قبل قيادة جماعة الحوثي.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» النسخة الحكومية، أن وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، التقى أمس رئيس مجلس الدولة العماني عبد الملك الخليلي، وناقش معه تطورات الأوضاع في اليمن والجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب.
وقال بن مبارك، إن سلطنة عمان تلعب دوراً محورياً «في دعم الجهود الدولية والإقليمية لإيقاف الحرب والدفع بالعملية السياسية وإحلال السلام الشامل والاستقرار في اليمن والمنطقة».
وأكد أن «الحكومة اليمنية تدعم الجهود العمانية وتتعاطى بإيجابية مع كافة جهود السلام من أجل مصلحة الشعب اليمني ووقف نزيف الدم الجاري منذ انقلاب المليشيات الحوثية على مؤسسات الدولة في 21 أيلول (سبتمبر) 2014 واحتلال العاصمة صنعاء وتوسعها للمدن الأخرى وما تلاها من معاناة إنسانية وتدمير للنسيج الاجتماعي وتدهور اقتصادي».
وأضاف بن مبارك: «آن الأون أن توقف أصوات المدافع وأن تقرع أجراس السلام وأن تغتنم المليشيات (الحوثية) فرصة إحلال السلام والتعاطي مع الموقف العماني والمبادرات الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب، والجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل إعلاء مصلحة الشعب اليمني وإحلال الأمن والسلم في اليمن».
وأوضح أن «وقف إطلاق النار الشامل خطوة مهمة جداً لمعالجة كافة القضايا الإنسانية، بالإضافة إلى فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة وفقاً لاتفاق استوكهولم، والجلوس إلى طاولة المفاوضات، ويجب على الحوثيين اقتناص هذه الفرصة لتحقيق السلام العادل والشامل».
وكان وفد من المكتب السلطاني بسلطنة عمان وصل العاصمة اليمنية صنعاء السبت الماضي برفقة كبير مفاوضي جماعة الحوثي محمد عبد السلام، التقى خلالها كبار القادة الحوثيين وفي مقدمتهم زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، أمس الأول، وبلغه رسالة القيادة العمانية التي تحمل مضامين المبادرة الدولية لوقف إطلاق النار في اليمن.
وقالت قناة «المسيرة» لسان حال جماعة الحوثي، إنه جرى خلال اللقاء بين زعيم الجماعة والوفد العماني «مناقشة الرسائل المتبادلة المتعلقة بالقضايا الإنسانية والقضايا الأخرى ذات الصلة». مشيرة إلى أن الحوثي «حمّل الوفد العماني تقديره للمساعي الخيّرة لجلالة السلطان العماني هيثم بن طارق، وتثمينه للمواقف الإنسانية والحكيمة للسلطنة قيادة وشعباً».


وتحولت العاصمة العمانية، مسقط، خلال الأسابيع القليلة الماضية، إلى ورشة عمل دائمة لمناقشة جهود إحلال السلام في اليمن، والتي عجّت باستقبال الوفود الإقليمية والدولية الساعية إلى وقف إطلاق النار في اليمن، وآخر هذه الوفود وزير الخارجية السويدية آن كريستين ليندي، نهاية الأسبوع المنصرم، والتقت بالوفد الحوثي المفاوض المقيم في سلطنة عمان برئاسة محمد عبد السلام، في حين تردد مراراً مبعوثا الأمم المتحدة والمبعوث الأمريكي لليمن إلى سلطنة عمان في محاولة منهم لإقناع الوفد الحوثي بمشروع مبادرة الأمم المتحدة لوقف إطلاق الحرب في اليمن.


وعلمت «القدس العربي» من مصدر سياسي، أن «الوفد العماني الذي زار صنعاء حمل رسالة عمانية لعبد الملك الحوثي وقيادة الجماعة، تحمل في طياتها وسائل ضغط على جماعة الحوثي للقبول بمبادرة الأمم المتحدة التي يحاول مبعوثها مارتن غريفيث إنجازها قبل انتقاله الى مهمته الجديدة في الأمم المتحدة قريباً».


وأوضح أن «الرسالة العمانية» تحمل رسائل «تهديد مبطّنة» أمريكية وأممية لإجبار جماعة الحوثي على الموافقة والقبول بمضامين مبادرة الأمم المتحدة، وذلك بعد أن رفضت الجماعة خلال الفترة الماضية القبول بأي مضامين تشمل تنازلات أو وقف إطلاق النار قبل صدور قرار التحالف العربي بوقف الغارات الجوية على الأهداف الحوثية، وقبل فتح مطار صنعاء ووقف القيود المفروضة على ميناء الحديدة التي تقع تحت سيطرة الحوثيين.

 

#عمان

#امريكا اليمن 

#الحوثيين

#السعودية

متعلقات