المليشيات الحوثية تنتقم من اليمنيين وتضرب هويتهم الحضارية في الصميم!!

تمكن الأجهزة الأمنية بمحافظة مأرب (شرقي اليمن)، اليوم الثلاثاء 6 نوفمبر/تشرين الثاني، من إحباط عملية تهريب قطع أثرية نادرة تعود إلى عهود مملكتي سبأ وحمير، والتي باعتها مليشيات الحوثي عبر سماسرة تهريب وبيع الآثار لتاجر عربي.


وبحسب وكالة «سبأ» الرسمية فقد تمكن رجال الأمن في إحدى نقاط التفتيش خارج مدينة مأرب، من ضبط تماثيل نادرة مصنوعة من الذهب الحميري الخالص ومن الأحجار الكريمة تعود لملوك اليمن في العهدين السبئي والحميري ومنقوش عليها بالخط السبئي القديم (المسند).


وقد ألقت الأجهزة الأمنية على خمسة أشخاص كانوا يستقلون سيارة (كيا) وبحوزتهم الآثار النادرة وما يزال البحث جارٍ عن إثنين آخرين ضمن عصابة التهريب أحدهما من جنسية عربية.
وصرح مصدر مسؤول في إدارة أمن مأرب أن الآثار السبئية التي تم ضبطها تم تهريبها من محافظة ذمار بهدف بيعها لتاجر من دولة عربية شقيقة عن طريق أحد المنافذ البرية.


وأضاف المصدر الأمني أن المتهمين اعترفوا خلال التحقيقات أنهم يقومون ببيع الآثار النادرة والسبائك الذهبية الأثرية لحساب المليشيات الحوثية في محافظة ذمار التي اسيطر عليها الى أشخاص من دول عربية وأجنبية وعبر وسطاء محليين وعرب، وقد تم تهريب وبيع الكثير من الآثار النادرة.


ولفت المصدر الأمني إلى أن أفراد العصابة المقبرض عليهم جزء من عصابة كبيرة تتخذ من مناطق سيطرة مليشيات الحوثي قاعدة ومنطلقا للقيام بتهريب الآثار وبيعها للخارج، وقد اعترفوا خلال التحقيقات بقيامهم بيبع العديد من القطع الأثرية والسبائك الذهبية والتي وجدت صورها في تلفوناتهم الشخصية، حيث كشفوا أن بعض السبائك الذهبية والتماثيل الأثرية القديمة المصنوعة من الذهب والمليئة بالنقوش المسندية التي تشير إلى الحقب التاريخية التي تم صنعها خلالها يتم إذابتها وطمس هويتها ومعالمها الأثرية ومن ثم تهريبها وبيعها كقطع ذهبية حتى لا يتم كشفها أثناء عملية التهريب .


وأشار المصدر الأمني إلى أن المليشيات الحوثية تعمل بكل ما أوتيت من قوة إلى تدمير كل المقدرات الوطنية وطمس هوية اليمن الحضارية ومنها الموروث الثقافي والانساني الباذخ المتمثل بالآثار والمعالم الأثرية، بهدف إفراغ اليمن من تاريخه السبئي الحميري التليد والتكسب والثراء من بيع الاثار والقطع الاثرية الكثيرة التي استولت عليها من المتاحف اليمنية والمخازن الرسمية للدولة سواء في براقش أو أمانة العاصمة أو في محافظة ذمار.

يُذكر أن تدمير التراث اليمني والآثار التي دونت تاريخ اليمن العظيم منذ آلاف السنين، بدأ في "الإمامة" طيلة فترة جودها في اليمن وليس من اليوم، حيث عملت على بيع وإهداء كل الآثار اليمنية السبئية، من تماثيل وسبائك ومشغولات يدوية وألواح مسندية للدول الأجنبية والبعثات التي كانت تزور اليمن خلال حكمها لأجزاء منها، على اعتبار أن كل تلك الآثار والتماثيل التأريخية ماهي إلا أصنام و أوثان تدل على الجاهلية والكفر وهي بذلك معادية للإسلام، بينما الحقيقة أن كل ذلك كان هدفه ولا يزال إفراغ اليمن من هويتها الحضارية و محو كل ما يتعلق بتأريخها العابق في كل حقبه وعصوره.

متعلقات