لأول مرة.. مباراة كأس "السوبر الإيطالي" في السعودية
رأي اليمن ـ متابعات

عندما وافق الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، في بدايات يونيو/حزيران 2018، على لعب مباراة كأس السوبر الإيطالي في السعودية ، أثار ذلك قليلاً من الجدل، مع أنَّها أُقيمت عدة مرات خارج إيطاليا، بل أحياناً في مناطق مستبعدة تماماً.


وحسب صحيفة The Guardian البريطانية، فإنه في عام 2002، الذي اشترى فيه العقيد معمر القذافي أسهماً بقيمة 6.4 مليون في نادي يوفنتوس، أُقيمت مباراة كأس السوبر الإيطالي بين فريق السيدة العجوز ونادي بارما الإيطالي في العاصمة الليبية طرابلس. ومنذ ذلك الحين، استضافت الولايات المتحدة البطولة في مناسبة سابقة، واستضافتها قطر مرتين والصين 4 مرات.


وستكون مباراة يوم الأربعاء 16 يناير/كانون الثاني 2019، التي تقام بمدينة جدة السعودية بين فريقي ميلان ويوفنتوس، هي المرة السادسة في الأعوام العشرة الماضية التي تُقام فيها مباراة كأس السوبر الإيطالي خارج أوروبا.


ولم يبدأ ظهور معارضة ضد إقامة المباراة في السعودية إلَّا في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2018، حين سلَّط اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي الضوء على العلاقات الرياضية والسياسية مع السعوديين.


إذ قال لوكا لوتي، وزير الرياضة الإيطالي السابق وعضو برلماني منتمٍ إلى الحزب الديمقراطي الإيطالي المعارض: «يجب علينا فوراً التراجع عن قرار إقامة مباراة السوبر الإيطالي في الرياض. لا يمكن أن يسمح عالَم الرياضة لنفسه بالسقوط. يمكنني تصوُّر أن هناك منافع اقتصادية متعددة من هذه المباراة، لكنَّ ما حدث بالسفارة السعودية في إسطنبول لا يمكن التغاضي عنه».


ودعا الحكومة إلى «اتخاذ جميع التدابير اللازمة كي تمنع كرة القدم الإيطالية من توجيه صفعة ضد المبادئ والحقوق«.


المصالح أكبر من إلغاء مباراة كأس السوبر الإيطالي في السعودية


وتواصَل غيتانو ميتشيتشيه، رئيس رابطة الدوري الإيطالي، في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، مع السفير الإيطالي في الرياض، لمناقشة ما إذا كان من الواجب نقل مباراة كأس السوبر الإيطالي في السعودية ، وقد أُوصاه هذا الأخير بقوة بألَّا ينقلها.

 

وقال ميتشيتشيه: «كرة القدم تشكل جزءاً من الثقافة والاقتصاد الإيطاليين، ولا يمكن أن يكون لديها نهجٌ مختلفٌ عن (نهجها) بالوطن، لا سيما في مجال العلاقات الدولية. السعودية هي أكبر شريك تجاري لإيطاليا بالشرق الأوسط. وعشرات الشركات الإيطالية المهمة لديها أعمالٌ ومقرات هناك، ولم تنتهِ أي من هذه العلاقات (منذ اغتيال خاشقجي). بموافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم، ونظيره الأوروبي، ونظيره الآسيوي، سوف نلعب مباراة في بلد له قوانينه الخاصة، التي تأسست منذ سنوات عديدة، حيث تفرض التقاليد المحلية قيوداً لا يمكن تغييرها بين عشية وضحاها».

 

وتراجع الجدل الدائر حول هذه المباراة فترةً زمنية قصيرة، حتى أصدرت رابطة الدوري الإيطالي تفاصيل تذاكر حضور المباراة في بداية العام الجاري (2019)، وكشفت وجود أجزاء كبيرة من الاستاد لن يُسمح فيها بوجود النساء، المسموح لهن فقط بالوجود في الأماكن المخصصة للعائلات. وبيعت جميع التذاكر في ساعات قليلة، لكنَّ الجدل احتدم فجأة مثلما اشتد الإقبال على التذاكر.

 

ففي تصريح غاضب، قال ماتيو سالفيني، نائب رئيس الوزراء الإيطالي، وهو مشجع كبير لنادي إيه سي ميلان: «من المحزن أن تُقام مباراة السوبر في بلد إسلامي، حيث ليس بإمكان النساء الذهاب إلى الملعب إلا في صحبة رجل. إنه شيء مقزز! لن أشاهد المباراة». وقالت جيورجيا ميلوني، رئيسة حزب إخوة إيطاليا اليميني، إنَّ المباراة «يجب تنظيمها في بلد يحترم نساءنا وقيمنا».

متعلقات