الذكاء الاصطناعي... هل سيقود العالم للتطور أم الدمار؟
رأي اليمن ـ عربي 21

نشرت صحيفة "صباح" التركية تقريرا تحدثت فيه عن مستقبل الذكاء الاصطناعي والسيناريوهات الإيجابية والسلبية المتوقعة لفرط استخدام التكنولوجيا في حياتنا.

 

وذكرت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أن الذكاء الاصطناعي أصبح في مركز اهتمام الكثير من الدول التي تستثمر أموالا ضخمة لتطوير هذا المجال، من أجل تحقيق المزيد من المكاسب الاقتصادية والسياسية والعسكرية.

 

وأشارت إلى أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي قد وصل إلى ملاعب كرة القدم بعد انخفاض نسبة الثقة في أداء الحكام، مما دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" للاعتماد على تقنية الفيديو المساعد للحكم من أجل التقليل من نسبة الخطأ في القرارات التحكيمية.

 

وأضافت الصحيفة أن البنوك أيضا أصبحت تعتمد بصورة أساسية على الذكاء الاصطناعي من أجل تثبيت أي معاملات بنكية مشبوهة. وهذا يعني أن التكنولوجيا أصبحت تملأ الفراغات المتعلقة بفقدان الثقة بالعنصر البشري من الموظفين والعاملين. ولكن الآراء المتعلقة بالذكاء الاصطناعي متباينة، بين متشائم من تأثيرها السلبي ومتفائل بشأن ما ستحققه من زيادة في الإنتاجية وتقليل نسبة الخطأ البشري.

 

وأوضحت أن العنصر البشري لا يقل أهمية عن الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا بصفة عامة، حيث تحتاج المصانع والشركات والبنوك ومختلف المجالات إلى العديد من البرمجيات لتسيير العمل ولكن هذه البرامج من ابتكار المبرمجين وأصحاب الخبرة في هذا المجال. وهذا يعني أن العنصر البشري يمثل حجر الأساس في تطور الذكاء الاصطناعي، حيث تطمح البشرية إلى تصنيع السيارات ذاتية القيادة، والروبوتات الطبية والعسكرية، ومستشعرات الآفات والكوارث الطبيعية.

 
وأكدت الصحيفة أن أهمية الذكاء الاصطناعي تتجلى في حجم الاستثمارات الضخمة التي ترصدها بعض الدول لتطوير هذا المجال، حيث حلت الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الأولى تليها الصين، حسب القائمة التي نشرتها المنظمة العالمية للملكية الفكرية.

 

وتتمثل أبرز مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي حاليا في صناعة السيارات ذاتية القيادة والطائرات من دون طيار، التي تحتاج في عملها إلى الكثير من البرمجيات الخاصة لأداء المهام المطلوبة منها على أكمل وجه.

 

وتطرقت الصحيفة إلى إيجابيات الذكاء الاصطناعي، لعل أهمها الحد من نسبة حوادث السير. وتعتبر حوادث السير من أكثر الأسباب المؤدية للموت في كثير من الدول بما في ذلك تركيا، ومن شأن اعتماد تقنية الذكاء الاصطناعي في السيارات ذاتية القيادة أن يقضي على حوادث السير بنسبة تصل إلى 90 بالمائة.

 

وذكرت أن هذه التقنية ستساعد على التشخيص المبكر للأمراض من خلال الروبوتات الطبية، ما سينقذ حياة الكثير من المرضى. كما أن الذكاء الاصطناعي سيكون مستقبلا قادرا على توقع حدوث الآفات والكوارث الطبيعية قبل وقوعها، وبذلك سيتمكن الناس من اتخاذ كافة التدابير والإجراءات لإنقاذ أرواحهم من الزلازل والبراكين والفيضانات.

 

أما الآثار السلبية للإفراط في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي فتتمثل في فقدان البشر لحريتهم الشخصية من خلال أنظمة المراقبة المكثفة سواء في الحياة العامة أو على مواقع التواصل الاجتماعي. ومن المتوقع أن يؤدي توظيف الذكاء الاصطناعي إلى زيادة معدلات البطالة، حيث ستعمل الكثير من الشركات والمصانع على استبدال الموظفين والعاملين بروبوتات نسبة الخطأ في عملها منعدمة.

 

ونوهت الصحيفة بأن الذكاء الاصطناعي من المحتمل أن يعمق الفجوة بين الدول الغنية والدول الفقيرة من حيث الانتاجية والمنافسة في الأسواق العالمية؛ لأن الدول الغنية تستطيع الاستثمار بصورة أكبر في الذكاء الاصطناعي.

 

وشددت الصحيفة على ضرورة استثمار الدول النامية في الذكاء الاصطناعي لتحقيق التوازن ومجاراة الدول الغنية في هذا المجال، لضمان تحقيق الكفاءة والإنتاجية والفعالية، مع العمل على إيجاد الحلول للآثار السلبية المتوقعة. ولكن وحده المستقبل سيُحدّد المصير النهائي للذكاء الاصطناعي بين قيادة العالم لبر الأمان أو نحو الدمار.
 

متعلقات