نشر موقع "آف بي. ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن اعتقاد العلماء أنه بعد مرور 100 سنة، لن يكون هناك فراشات ولا نمل على سطح الأرض، وبحسب دراسات قام بها علماء من أستراليا، يستمر عدد الحشرات في التراجع، ما قد يؤدي إلى اختفائها مع مرور الوقت.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه لعدة سنوات، درس علم الحشرات عدد الحشرات الموجودة في مناطق مختلفة من كوكب الأرض، في هذا الإطار، حلل البيولوجي، فرانسيسكو سانشيز بايو، نتائج هذه الدراسات ليجد أن عدد الحشرات ينخفض سنويا بنسبة 2.5 بالمئة، وعلى هذا الأساس، إذا لم يتم إيجاد حل لهذه المسألة، فسيموت حوالي 40 بالمئة من الحشرات في غضون 100 سنة.
وأشار الموقع إلى أن هناك أنواع معينة مهددة بالانقراض أكثر من غيرها، على غرار الفراشات، والعث، والنمل، والنحل، واليعسوب وخنافس الروث، علما وأن هذه الحشرات تنتمي إلى غشائيات الأجنحة، ما يعني أن هذه الحشرات حساسة جدا تجاه أضرار البيئة، تجدر الإشارة إلى أن الفراشات تقع تحت تهديد كبير، ففي المملكة المتحدة، انخفض عدد هذه الحشرات إلى النصف تقريبا.
وأفاد الموقع أن الخطر الرئيسي على الحشرات يرتبط بالنشاط الزراعي للإنسان، ويعد الاستخدام واسع النطاق للمبيدات من العوامل المسببة لانقراض الحشرات، ما يعني أن المبيدات لا تضر النباتات فحسب، بل تدمر الحشرات غشائية الأجنحة أيضا من قبيل اليعسوب والفراشات والنمل.
وأورد الموقع أنه في الزراعة الحديثة، تُستخدم الحراثة الميكانيكية والأسمدة وغيرها من الوسائل، التي ترهق الأرض وتتسبب في موت العديد من الحشرات، وهو ما يساهم تدريجيا في الحد من أعدادهم وانقراض أنواع بأكملها، علاوة على ذلك، يحرم توسع المدن الحشرات من بيئتها الطبيعية.
وعلى الرغم من أن الحشرات غشائية الأجنحة لديها قدرات تكيّف عالية، إلا أنها لا تتمكن من العيش في المدينة، كما تسبب الحرارة في العالم تأثيرا سلبيا على أعداد الحشرات، والكثير من أنواع الحشرات غشائية الأجنحة تعتبر شديدة الحساسية تجاه الظروف المناخية ولا تتأقلم مع تقلبات درجات الحرارة.
وأورد الموقع أن الدكتورة تانيا لاتي من معهد سيدي للزراعة، تعتقد أن في اختفاء 40 بالمئة من فصيلة غشائيات الأجنحة خطر كبير على مستقبل الكوكب، كما أن ذلك قد يمثل كارثة بيئية حقيقية، وعلى العموم، قد يؤثر انقراض بعض الحيوانات سلبا على النظام البيئي بأكمله.
وأفاد الموقع أن الحشرات هي مصدر غذائي للطيور والزواحف والثدييات البحرية، وبالتالي، قد يؤدي الحد من أعداد غشائيات الأجنحة حتما إلى انخفاض عدد الفقاريات، وهو ما قد يؤثر سلبا على البشر أيضا، في الحقيقة، تساهم غشائيات الأجنحة في عمليات تلقيح النباتات وتغذية التربة، ويعترف المزارعون بأهمية الحشرات لتخصيب الأرض، بينما جزء صغير فقط من الحشرات قد يؤذي النباتات.
وبيّن الموقع أنه لوقف عملية انقراض الحشرات على كوكب الأرض، يجب مراجعة أساليب الزراعة الحديثة، كالحد من استخدام المبيدات على سبيل المثال، أي تعويض المواد الكيميائية السامة بمنتجات أكثر ملاءمة للبيئة، ومن المثير للاهتمام أن هناك مواد طبيعية تساهم في توقف نمو وتطور الحشرات الضارة، إلا أنها لا تؤثر على غشائيات الأجنحة.
وأكد الموقع أنه وفقا لعلماء روس، لا يوجد انخفاض حاد في أنواع الحشرات في روسيا، بينما لاحظ العلماء انخفاض غشائيات الأجنحة في منطقة موسكو فقط، نظرا لأنها المنطقة الأكثر تحضرا وكثافة سكانية، وعلى سبيل المثال، لم يعد لفراشة أبولو وجود في الغابات المحيطة بالعاصمة الروسية.
وأوضح الموقع أنه على الرغم من ذلك، يعتقد علماء الحشرات الروس أن الحديث عن الانقراض الجماعي للحشرات أمر سابق لأوانه، مع ذلك، يلاحظ العديد من الأشخاص أنه منذ طفولتهم لم يروا العديد من أنواع الحشرات، وهو ما يشير إلى أن البعض منها قد انخفض بشكل كبير في السنوات الأخيرة.