نشر موقع "ستيب تو هيلث" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن إيجابيات وسلبيات استخدام الأطفال للهواتف الذكية، حيث يبدو أنه لا مفر من اعتمادهم عليها نظرا لأنهم ولدوا في عصر التكنولوجيا.
وقال الموقع، في تقريره ، إن وجهات نظر الآباء والمدرسين وعلماء النفس والتقنيين تختلف حول إيجابيات وسلبيات استخدام الأطفال للهواتف الذكية. وقد ناقش العديد من المختصين مسألة الاستخدام المفرط للهواتف الذكية خلال مراحل الطفولة المبكرة. وفيما يلي، بعض النقاط السلبية والإيجابية التي من شأنها أن تساعدك على اتخاذ القرار الصائب بشأن السماح لأطفالك باستخدام هذه الأجهزة أو منعهم من ذلك.
وذكر الموقع في المقام الأول مزايا استعمال الهاتف الذكي. وبما أننا نعيش في عصر التكنولوجيا والتطور التقني، فإن عدم السماح للطفل باستخدام الهاتف الذكي يمكن أن يكون متناقضًا. وتوفر الهواتف الذكية فرصة للأطفال لاكتساب المزيد من المعرفة، فهم يستخدمونها للبحث عن معلومات تساعدهم على إنجاز فروضهم. وتمكن الهواتف الذكية الوالدين من الاطمئنان على أطفالهم من خلال الاتصال بهم ومعرفة مكانهم في حالات الطوارئ. وبما أن أغلب الهواتف مزودة بنظام تحديد المواقع، فإنه يمكن للآباء تتبع هواتف أطفالهم وتحديد مكانهم بكل سهولة.
وأضاف الموقع أن سماح الآباء لأطفالهم باستخدام الهواتف الذكية يمثل طريقة فعالة لتعليمهم كيفية تحمل المسؤولية والمحافظة على أغراضهم. وتساعد الهواتف الذكية الأطفال على استخدام التقويمات لمعرفة مواعيد الاختبارات، وتدوين الملاحظات الصوتية لتذكر المعلومات المهمة، بالإضافة إلى حفظ أرقام هواتف آبائهم ومعلميهم وأصدقائهم.
وتطرق الموقع إلى سلبيات ومخاطر استعمال الهواتف الذكية على الطفل، وبالتحديد في السنوات الأولى من عمره. ويجب أن يدرك الآباء أن الطفل في حاجة إلى تعلم كيفية مسك القلم والكتابة قبل تعلم كيفية استخدام الهاتف الذكي. والجدير بالذكر أن تعلم الطفل طريقة مسك القلم هي خطوة أساسية لتعزيز مهاراته الحركية. ووفقًا لبعض الدراسات، فإن الاستخدام المفرط للهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية في سن مبكرة يمكن أن يؤثر على مهارات الطفل الحركية الدقيقة.
وأورد الموقع أن الأطفال الذين يتفاعلون من خلال الدردشات أو الرسائل النصية أو وسائل التواصل الاجتماعي لا يستخدمون الكلمات وإنما يتواصلون فقط من خلال إرسال الصور، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤثر على مهاراتهم اللغوية. علاوة على ذلك، تشجع ألعاب الفيديو والاستخدام المستمر للهاتف الذكي على العزلة الاجتماعية، فقد يلعب الطفل، ويتصفح الإنترنت، ويتفاعل مع الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنه لا يتواصل مباشرة مع الأشخاص المحيطين به.
وأوضح الموقع أن الإدمان على استخدام الهاتف الذكي يجعل الطفل قليل الحركة ويزيد من خطر الإصابة بالسمنة. فضلا عن ذلك، قد يؤدي استخدام هذه الأجهزة إلى فقدان الطفل للخصوصية على الإنترنت، فقد يقوم بالتقاط صور أو مقاطع فيديو ويشاركها على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف الحصول على "إعجاب" أو تعليق أو الحصول على متابعين الأمر الذي سيعرض خصوصيته للانتهاك.
وذكر الموقع أنه من المحتمل أن يصبح طفلك ضحية لجرائم الإنترنت، حيث أن نشر الطفل عن طريق الخطأ لصورة أو مقطع فيديو حميمي قد يوقعه ضحية للمضايقات والمتحرشين. أو قد يقوم الطفل بمشاركة محتوى خاص لطفل آخر لمضايقته أو ابتزازه.
وفي الختام، شدد الموقع على ضرورة أن يراقب الآباء أطفالهم عند استعمال الهواتف الذكية والإنترنت. كما يوصى بتنزيل بعض التطبيقات التي تسمح للأولياء بمراقبة ما ينشره أبناؤهم على الإنترنت فضلا عن المحتوى الذي يشاهدونه.